إلى كــــل من تبــنى القانــون الأساسي(كل النقابات بدون استثناء)
ـ عندما نتحدث عن الإتقان والتميز في الأداء في مهنة التعليم ؛ تنطلق أفكارنا حول مفاهيم الجودة، والتي لا تتحقق بدون إيمان عميق بأهمية الالتزام بمعاييرها، والحرص على تبنِّيها، حتى تكون سلوكًا ومنهجًا وأسلوب حياة،
وبخاصة فيما يتعلق في تعليم أجيال
. الجودة ليست أوراقًا تُعبَّأ وملفات يتم استكمالها، أو الحصول على شهادات عالمية تفيد بأن هذا مكون وهذا رئيسي وهذا آيل لزوال ، بل هي واقع نلمسه في كل شيء حولنا في الحياة المدرسية.
اليوم نحن نعيش حراكًا فكريًا وثقافيًا ينادي بأهمية الالتزام بمعايير الجودة في التعليم ؛ لتحقيق أسرار النجاح،
والذي تأمل الوصول إليه كل الدول التي تأكد على أن العلم يرفع الاقتصاد ويبرز الحضارة والتطور.
من هذا المنطلق نرفض أي قانون يفرق بين الأسرة التربوية التي لها نفس المهام ونفس ساعات العمل ولها نفس الحقوق والواجبات ولها نفس التلاميذ ونفس الحجرات الخاصة بالتدريس إذن
إذا كانت الوزارة أو النقابات تريد أن تتبنى أي مطالب كان بالأجدر عليها أن تتبنى على معيار الجودة والإتقان والكفاءة التطبيقية في التعليم لنشر هذه الثقافة،
إلا أن هذا يبقى حلم ولا يتحقق في ظل نقابات غير واعية ، وهذا دور مناط بكل النقابات ووزارة التربية لتربية ،
فهم المعوّل عليهم بأن يُضاعفوا الجهود من أجل هدف نرجوه جميعًا. وليتحقق لنا ذلك لا بد من قيادة حكيمة للنقابات تُطوِّر نفسها أولًا، ووزارة تُؤمن بقيمة الجودة، وتُبدع في اتخاذ الأساليب التحفيزية، وتبتكر في طرق التعامل مع أفراد الأسرة التربوية ، وتبثُ روح الألفة والمحبة، وتدير عملها بحبٍ عميق ينبع من القلب، ليصل إلى قلوب الآخرين. الصدق في المشاعر والتواصل الإنساني الإيجابي ، هؤلاء من تثق بالعمل معهم وتتأكد بأن الوصول للهدف سيتحقق.
ـ هناك نقابات نلتقي بهم في حياتنا المهنية ، تسمع منهم كلامًا ولا تجد فعلًا، هؤلاء لا مكان لهم في خارطة حياتنا، لندعهم خلفنا وننطلق، فالتاريخ لا يهتم بهؤلاء، إنما يحتفظ في سجلاته بأسماء المنجزين الفاعلين،
ـ أما النقابات أصحاب الكلمات دون الأفعال فليحذروا من صفات المنافق (إذا حدث كذب وإذا أؤتمن خان).
لا وقت لدينا نضيعه في محاسبة هؤلاء، لننطلق نحو تحقيق المجد للوطن، من أجلنا ومن أجل أبنائنا، لنحيا حياة مطمئنة،
نثق في معلم يُعلِّم جيلًا من الطلاب بإبداع وتَمكُّن، وحرص على كل لحظة من أوقات الدوام المدرسي، وإلى آخر أيَّام العام.
أريد أن أرتاد كل مرفق خدمي يُقدِّم لي الخدمات ويحترم المُراجِع ويبحث عن رضاه، ولشهادة الحق لابد أن أذكر موقفًا حدث معي عندما زرت صديق لي وهو آيل لزوال ، سألني : هل هناك فرق بين المعلم القديم والجديد؟
فابتسم صديق كان برفقتي وقال : نعم ولكن في المبنى والتجهيزات والمراجــــــــــــع
والأهم.. أشكر كل معلم وأستاذ أجحف القانون في حقه على المجهود الذي يبذله رغم النفسية المهتزة
جراء نقابات لا تفرق بين التفاوض ولا تفقه إلا في التسيير المالي للخدمات .
شكرًا من الأعماق لكل رجل وامرأة، شاب وشابة، وكل من يعيش على هذه الأرض ويستشعر عظم الأمانة فيُؤديها
كما يرضى ربنا عز وجل. ما أجمل أن نلتزم بقيم الجودة في كل شؤون حياتنا، حتى في مشاعرنا ومحبّتنا وتعاملاتنا الشخصية، حتى تصبح حياتنا أجمل، كفانا إحساسًا بالمرارة لانعدام القِيَم لدى البعض أو ضعف الالتزام بها.
نصيحة للنقابات
خاتمة القول: النجاح سهل جدًا: افعل الشيء الصحيح على الوجه الصحيح في الوقت الصحيح.