ولد
الشهيد زيغود يوسف يوم 18 فيفري
1921 بدوار الصوادق بسمندو قرب سكيكدة، وهي البلدية التي
صارت اليوم دائرة
تحمل إسمه بولاية قسنطينة.
بالموازاة مع تردده على الكتاب لحفظ ما تيسر من القرآن
الكريم، دخل البطل
المدرسة الفرنسية، وبعد تحصله على الشهادة الإبتدائية
غادر مقاعد الدراسة
في بداية الثلاثينات تحت ضغط الحاجة والفقر،
بالموازاة مع انضمامه إلى الكشافة الإسلامية الجزائرية،
مدرسة الوطنية،
انخرط الشهيد "سي امحمد" وهو اسمه الثوري في
صفوف حزب الشعب الجزائري،
وأصبح المسؤول الأول بقريته سنة 1938 وهو لا يزال في
عنفوان الشباب. الأمر
الذي مكنه من النجاح في تنظيم مظاهرات 08 ماي 1945
السلمية بناحية سمندو
حيث رفع العلم الوطني الذي خاطته زوجته بمساعدة إحدى
جاراتها، وحسب بعض
المصادر فإن السلطات الإستعمارية ألقت القبض على الشهيد
في أعقاب المظاهرات
وأودعته السجن ثم أطلقت سراحه بعد فترة من الإعتقال.
في سنة 1947 برز زيغود يوسف كمرشح لحركة الإنتصار
للحريات الديمقراطية في
القوائم الإنتخابية لبلدية سمندو وفاز في هذه المعركة
باستحقاق كبير رغم
مكائد الإدارة الإستعمارية وألاعيبها التزويرية، ليصبح
بذلك نائبا لرئيس
البلدية في الفترة ما بين 1947 و1949.وفي خضم نشاطه
النضالي وتطلعاته
الواسعة واتصالاته الحثيثة بالمسؤولين الكبار في المنظمة
السرية L’OS لحركة
الإنتصار، أشرف زيغود على تنظيم هذا الجهاز شبه العسكري
وعمل على تطوير
نشاطه بالمنطقة. وعلى الرغم من الحيطة والحذر الكبيرين
اللذين ميزا مناضلي
وأعضاء هذا التنظيم، إلا أن البوليس الفرنسي تمكن من
اكتشاف أمره سنة 1950
على إثر ما عرف بحادثة "تبسة" أو "مؤامرة
1950". فتعرض خلالها مئات
المناضلين للإعتقال في عدة مدن وقرى من التراب الوطني،
وكان زيغود من
بينهم، حيث أودع سجن عنابة، غير أنه فكر في الهروب منه
قبل حلول موعد
محاكمته. هكذا، وبعد محاولة أولى فاشلة، تمكن سي امحمد
من الفرار في
المحاولة الثانية بعد تمكنه من صنع مفتاح لباب سجنه
بواسطة أدوات ووسائل
بسيطة، ووقع الإختيار على ليلة 21 أفريل 1951 لتنفيذ
الخطة، فهرب شهيدنا
رفقة ثلاثة من المناضلين وصلوا إلى مسقط رأس زيغود.
واصل زيغود يوسف نشاطه الدؤوب سرا بعد ذلك في منطقة
الأوراس، ثم عاد مجددا
إلى نواحي قسنطينة بعد حدوث أزمة حركة الإنتصار عام
1953. وهنا بدأ التفكير
في الإعداد للعمل المسلح، وكان زيغود يوسف في هذا الإطار
من المناضلين
الأوائل الذين حضروا اجتماع المدنية بالعاصمة في ربيع
سنة 1954 والذي عرف
تاريخيا باجتماع مجموعة الـ22 التاريخية الذي تقرر خلاله
إعلان الثورة.
كما تمخض عنه تعيين الشهيد كنائب أول لقائد المنطقة
الثانية (الشمال
القسنطيني) ديدوش مراد، الأمر الذي مكنه من المساهمة مع
بقية المسؤولين في
الإعداد للثورة بتلك الجهة. وما إن انطلقت الرصاصة
الأولى ليلة الفاتح من
نوفمبر 1954، حتى كان "سي امحمد" يشرف بنفسه
على الهجومات التي قام بها
الفوج الأول من المجاهدين على ثكنة الجندرمة بمدينة
سمندو.
أسندت قيادة المنطقة إلى زيغود يوسف بعد استشهاد القائد،
ديدوش مراد ،وشارك
في هجومات 20 أوت 1955 والتي وصفت بالثورة الثانية بعد
ثورة أول نوفمبر.
مشاركته في مؤتمر الصومام يوم 20 أوت 1956 كانت نوعية
وبواسطة وفد هام،
والأمر نفسه ينطبق على عضويته في المجلس الوطني للثورة
الجزائرية، الهيئة
القيادية العليا للثورة، بعد أن رقي إلى رتبة عقيد
في ليلة 23 سبتمبر 1956 سقط زيغود شهيدا بعد كمين نصبته
له قوات العدو، وهو
في طريقه لأداء إحدى المهمات وهذا بعد معركة ضارية، وشاء
القدر أن يستشهد
البطل في نفس المكان الذي استشهد فيه ديدوش مراد (وادي
بوكركر).
رابح بيطاط
من
مواليد 19 ديسمبر 1925 بعين
الكرمة ولاية قسنطينة، زاول دراسته الابتدائية التي توجت
بحصوله على
الشهادة الإبتدائية، انضم في الـ 17 من عمره إلى صفوف
حزب الشعب الجزائري
1942 وسرعان ما تألق في صفوفه بفضل قدراته على التنظيم
والقيادة. مما عجل
بتعيينه منذ 1945 مسؤولا للحي، وقد كان من بين منظمي
مظاهرات شهر ماي 1945
.التحق بصفوف المنظمة السرية ( OS ) بمجرد إنشائها سنة 1948 وهي الفترة
التي انتمى خلالها إلى صفوف الحركة من أجل انتصار
الحريات الديمقراطية التي
كان من بين أبرز مناضليها. وبعد اكتشاف المنظمة السرية
سنة 1950 أصدرت ضده
السلطات القضائية بمدينة بون (عنابة ) والجزائر أوامر بالتوقيف حيث حكمت
عليه الجنايات ببون ( عنابة ) يوم 30 جوان 1951 بخمس
سنوات سجنا و10 سنوات
منعا للإقامة.ومن سنة 1951 إلى 1953 تنقل للعيش في جبال
منطقتي ميلة وجيجل
قبل الإلتحاق بجبال الأوراس رفقة بن طوبال وسليمان
بركات، حيث احتضنهم
السكان وبعد القمع الذي سلط على المدينة اضطر لمغادرتها
متوجها إلىالجزائر
العاصمة حيث تقاسم مع بن ميلة المعيشة داخل دكان المناضل
كشيبة عيسى في
نهاية 1953 قرر الحزب منحه مسؤولية دائرة المدية ثم عين
تيموشنت وكان في
تلك الفترة أحد الأعضاء الأكثر نشاطا ضمن اللجنة الثورية
للوحدة والعمل عند
إنشائها، وهكذا كان واحدا من الـ22 الذين اجتمعوا بتاريخ
25 جوان 1954 وهو
اجتماع كان رابح بيطاط من منظميه رفقة بن بولعيد، بن
مهيدي، بوضياف وديدوش
مراد.
وفي فاتح نوفمبر 1954 أشرف بصفته قائدا للمنطقة الرابعة
على الهجوم الذي شن
على ثكنة بيزو بالبليدة.وفي 11 جانفي 1955 تم القبض عليه
وهو خارج من
اجتماع رفقة كريم بلقاسم وعبان رمضان وبعد 17 يوما من
الاستجواب بإقامة "
لوفريدو" اعتقل بسجن بابا عروج ثم سجن الحراش قبل
نقله إلى فرنسا.
وأثناء فترة اعتقاله لم ينقطع عن النضال إذ نظم العديد
من الإضرابات بسجن "
سان مالو" خلال شهر أوت 1958 ودام 30 يوما.
ورغم تواجده في السجن إلا أن إخوانه المجاهدين عينوه
عضوا في المجلس الوطني
للثورة الجزائرية كما عين في 18 سبتمبر 1958 وزيرا
للدولة ضمن الحكومة
المؤقتة للجمهورية الجزائرية.وفي 27 سبتمبر 1962 عين
نائبا لرئيس أول حكومة
جزائرية ومسؤولا للحزب وفي 10 ماي 1963 قدم استقالته من
قيادة الحزب التي
اتبعها في 16 ماي 1963 باستقالته من الحكومة.
زبير بوعجاج:
ولد سنة 1925 بـ" كلو-صالومبيي " المدنية,
ينحدر من عائلة جد
متواضعة.والده توفي وهو لم يتعدى 4 سنوات, في سنة 1942
إنخرط في حزب الشعب
الجزائري. ناضل في صفوف أحباب البيان والحرية, شارك في
مظاهرة أول ماي 1945
.انضم إلى اللجنة الثورية للوحدة والعمل, ثم أصبح عضوا
في مجموعة الـ22 في
اوت1954 بالجزائر.كان يعمل كبائع لقطع الغيار في محل بالجزائر
العاصمة.
شارك زبير بوعجاج في اندلاع الثورة التحريرية سنة
1954كرئيس قطاع
مكلف بمراقبة خمسة أفواج بالجزائر العاصمة. حكم عليه
بالأشغال الشاقة
المؤبدة, ثم أطلق سراحه بعد إتتفاقية إيفيان. وبعد
الإستقلال أصبح نائبا في
الجمعية الوطنية وعضوا في المجلس المركزي ومسؤولا في
فيدرالية حزب جبهة
التحرير الوطني.
سعيد بوعلي
من مواليد قسنطينة ، انخرط في صفوف حزب الشعب الجزائري-
حركة انتصار
الحريات الديمقراطية في سنة 1945 حيث ناضل إلى غاية الإعلان عن تكوين
المنظمة الخاصة التي انضم إليها. وبعد اكتشافها من قبل
السلطات الاستعمارية
في مارس1950 القي القبض على سعيد بوعلي وعذب عذابا شديدا
ولكنه ثبت وصبر
على التعذيب ولم يعترف بأي شيء كما يشهد له بذلك كل
مناضلي قسنطينة. وقد
تبنى في ما بعد طروحات اللجنة الثورية للوحدة والعمل
خلال الأزمة الخطيرة
التي عرفتها حركة انتصار الحريات الديمقراطية وذلك
للتنصل من مواقف
المركزيين. شارك بوعلي في اجتماع الـ 22 الذي انعقد
بمنزل إلياس دريش
بالمدنية. و لظروف لا تزال مجهولة لم يشارك بوعلي في
تفجير ثورة أول نوفمبر
54 ورغم ذلك تم إلقاء القبض عليه من طرف البوليس الفرنسي
ليطلق سراحه في
ما بعد. بعد ذلك التحق بالثورة وخاض غمارها إلى أن سقط
شهيدا.